عندما يجتمع الفكر بالسلاح تغدوا الثورة عقيدة ٬ فالثورة
بلا مثقفين لن يكتب لها نجاح، و الثورة بلا
جنود كالقطار بلا عجلات فلن تقدر الثورة على مراوحة مكانها ما لم يتحد الفكر بالسلاح
، و يصير جسدا واحدا مقتنعا بالثورة وراغبا في نصرتها
.
.
من لم يقدر على رفع السلاح إما للدفاع عن ذاته لصد
العدوان أو للدفاع عن أفكاره لنصرتها ليس بثائر أو حتى شبيه له، معركة اليوم قد تحصي
شهداء و جرحى لكن اعلم أنهم لن يغدوا رقما من الأرقام فقط ,بل سيصبحون رقما قابلا لحل
المعادلة المستعصي حلها بتضحياتهم, نكون قد كسبنا الشوط الأول من الثورة ,و بها تصبح الصيرورة الثورية ذات شرعية لدى الجماهير بعد
أن شاهدت التضحية صادرة من أناس من نفس طينتهم
.
قد تكون البداية بواحد تم يلتحق بك الثوار حتى تصير
نواة, يكون أفرادها عارفين بدواتهم معرفة قد تكون اكتسبت بالقرب أو بالطفولة أو بالمدرسة
أو القناعات, من هده النواة قد تشكل مستقبلا القيادة .
من تم يطرح التنظيم نفسه كنظرية تم كممارسة تتجسد في
تصرفات الأفراد بعد أن تتسع دائرة النواة المكونة
من العشرات لتشكل المئات ,وتكسب بدلك دعم الشعب في كل عملية تنفذها .
فان خسرت المعركة فاعلم إن التاريخ ذاكر لا محال لشجاعتك
ومشيدا بها، قد لا نجري وراء المجد و قد لا ننعت أنفسنا بوسام المناضلين لكن سيلقبنا
به أناس وضعوا ثقتهم فينا.
المعضلة الكبرى في من يكون مناضليه ويرسلهم بعد مدة
نحو الجبهات الأمامية دون ان تكون له بوصلة واهداف يجري وراء تحقيقها , بالفعل قد ننعت
انفسنا باننا ننتمي لهذا التيار او ذاك لكن لا نسال انفسنا بتاتا هل حقا ننتسب اليهم
ام ننوه انفسنا باننا كذلك , ما دمنا لا نبلور اي قرار ولا نقرر حتى في ارواحنا اد
نحن موالين لتابع لمتبوع. ان اصحاب القرارات يتدرعون وراء الصلابة التنظيمية
و يلقون عليك ما هم قد اجتروه سلفا من اقوال لينين و ما الى ذلك , انه بالفعل هكذا
تسير التنظيمات الافراد التي لا تقدم اي إجابة و تحصن نفسها بالتجارب السابقة دون ان
تعمل حتى على نسج تجربة اخرى على انقاض التي زالت سلفا , قد تصبح القناعات مجرد نظريات
و اقوال ما لم تقدر التنظيمات على فرض نفسها كأفكار و برنامج على ارض الواقع , بمجابهة
القوى الحاكمة تارة بنعتها او وصفها و تارة اخرى بنقدها و توجيه التهمة لها و تارة
اخرى بتقديم بدائل
.
قدرة التنظيمات على البقاء مرتبطة بذوبان افكارنا داخل
افراد الشعب حتى تصبح برامجنا و افكارنا هي مشروع عامة الافراد لكن لن نقدر على الوصول
لدلك ما لم نقدر على بلورة افكارنا و تسريبها في كل المجالات التي قد تعتبر منبع من
منابع الثقافة من فن و سينما و مسرح … هدا دون نسيان الجمعيات المهتمة ببعض الجوانب
الاجتماعية ; بهذا يمكن ان يعتبرنا عامة الناس
امل الخلاص من واقعهم
.
مع وجوب ان تكون البرامج واضحة المسعى و مكتوبة بلغة
واضحة لا تحتمل الدوران , مع العمل على تلخيصه في شعارات واضحة المغزى , يكون بمقدور
الاغلبية المعنية ببرنامجك قادر على حفضه وترديده .
يجب علينا استثمار كل انتكاسة نظامية لدولة و نعمل
بدلك على تشويه سمعتها و اسقاطها ; ففي بعض حالات التمرد القائمة (الربيع العربي )
نجد ان اغلبية من انخرط في الفعل النضالي حتى اليسار لم يقدر على نقد الدولة و الانظمة
الاقتصادية بها و اكتفوا بتوجيه اصبع الاتهام نحو الحاكم كانه اصل الداء و البلاء
, بالفعل يجب علينا الانخراط في اي فعل نضالي اي كان لكن بالعمل على توجيهه نحو الافق
الصحيح , انه بالفعل ليس من الضروري الانتظار الى ان تتوفر الظروف الملائمة
للثورة فالانتفاضة نفسها تستطيع خلق تلك الظروف
; اي نظام لا بد ان يعيش ظروف قد نقر على تشبيهها
بوضع ما قبل ثوري , انها لازمة مرتبطة باي
كيان كيفما كان . انها بالفعل حتمية يجب علينا ان نقتنص واحدة منها .
ان نكسات الانظمة تستلزم منا ان نكون مسرعين في اتخاد
المواقف و القرارات ; دون ان نترك للأنظمة فرصة استيعاب و ادراك اخطائه و تقوية نقاط
ضعفه و استعادة هدوئه و اعادة تنظيم قواته هدا ما و قع بخصوص 20 فبراير .
اولا : عدم
معرفتنا لما نرغب في ان تحمله الحركة من مطالب سياسية او اجتماعية .
تانيا : عدم
قدرتنا بدفع الحركة لصياغة موقف من النظام و الوقوف عند حد نعته بالفاسد .
ثالتا : عدم قدرتنا على صياغة برنامج قادر على تلبية
طموحات المقهورين
.
رابعا : العجز الناتج عنه الخوف من تبعات الاعلان عن
رغبات الذات .
ان
تقييم اي عمل انخرطنا فيه او لم ننخرط فيه , هو النابض الذي سيمنحنا القدرة على المناورة
و المواجهة حسب الظروف ما دمنا عالمين بردة فعل اجهزة الدولة .
لذا لا بد لنا من الانخراط في اي حراك اجتماعي و استثمار اي فرصة للقضاء على النظام
حتى لو كانت صغيرة , ان التدرع وراء امتلاك الدولة لوسائل اعلامية قادرة على تخدير
اغلبية الشعب هو هروب للأمام , مادام ان هناك وسائل اتصال قد توصل معلومة او صورة في
اقل من دقيقة ويشاهدها او يقرئها الالاف .
ان اي وسيلة ولو انها تظهر في العمق عن تفاهتها قادرة
لا محال في ان تساعدنا في انجاز المستحيل , مادامت العزيمة و الاصرار تلوح بجانب اي
عمل نقوم به و لو كان صغيرا , زرع هذه الروح هو الانتصار الاكبر الذي بموجبه قد نحقق
مكاسب و انتصارات جديدة
.
يجب علينا ان نكون نشيطين في جميع القطاعات وان تكون
افكارنا هي المعبر على تواجدنا في قطاع ما و ليس ان نثبت تواجدنا به بوجود افراد ينتمون
الينا , لدلك يجب ان تكون الافكار هي المعيار لا تبات تواجدنا وليس الأشخاص .
ان التنظيم السري الصلب قد يضعفنا لكن الاستغناء عليه
يضر بالذات , لدلك يجب الموازنة بين الاثنين اي المزاوجة بين العمل السري الصلب و المرن
فالأول يضمن لك السرية في العمل التنظيمي في الانوية لحفظ دوام استمرارها حتى في الظروف الغير الامنية
و الثانية تضمن لك حرية العضو في التقرير و ابداء الراي في كل القضايا المتعلقة بالتنظيم لدلك نظمن لأنفسنا
تنظيما هلاميا ممزوج بين الهرمي المغلق و القاعدي المفتوح .
TOOTYOU