5:18 م

16 سنة على اغتيال الشهيد عبد الله موناصير




مات موناصير ... عاش مناصرون

وتستمر الحكاية حتى تتحقق الثورة

يوم 27 مايو 2013 ، تحل الذكرى السادسة عشرة لاختطاف واغتيال المناضل العمالي، الاشتراكي الثوري، الشهيد عبد الله موناصير.

في ذلك اليوم المشؤوم مساء 27 ماي 1997 تلقت إحدى رفيقات الشهيد (المناضلة خديجة فهدي) مكالمة هاتفية منه يخبرها بمتابعته من طرف عناصر البوليس السري بأيت ملول. وطيلة ثلاث ايام ظل رفاق الشهيد وعائلته يجوبون المدينة حتى صباح 31 ماي حيث انكشفت الحقيقة الصادمة بوجود جثة الشهيد بمياه البحر في ميناء اكادير مشوهة بالتعذيب المفضي للموت
.

مباشرة بعد اكتشاف جثة الشهيد، نظم المناضلون اول مسيرة احتجاجية للتنديد بالاغتيال جابت شوارع اكادير. وبعدها، وطيلة الصيف عاشت اكادير على وقع المظاهرات والاحتجاجات بشكل لا نظير له، في مشاهد جمعت الطلاب والعمال ومختلف شرائح كادحي اكادير الذين عرف اغلبهم عبد الله موناصير مناضلا بروليتاريا ومدافعا شرسا عن الحقوق الاجتماعية للمهمشين، واشتراكيا ثوريا وهب حياته لبناء ادوات نضال الكادحين وتنظيمهم لتحقيق التغيير الجذري بالبلاد.

وبموازاة ذلك نظمت المجموعات الاشتراكية الثورية الوليدة آنذاك حملات التشهير والاحتجاج، من خلال لجن رفاق الشهيد خاصة بورززات واسفي والرباط الى جانب ثلة من اليساريين الجذريين. بينما تقاطرت بيانات التنديد والاحتجاج من الحركات النقابية والتنظيمات الثورية من كل ربوع العالم.

كان اغتيال الشهيد من طرف نظام الحسن الثاني، اغتيالا سياسيا استهدف أحد الكوادر النادرة للمجموعة الماركسية الثورية المرتبطة بالاممية الرابعة، وكان إشارة من الحسن الثاني بأن الاغتيال مصير من يسير على درب هذه الطينة النادرة من المناضلين المنحدرين من تقاليد النضال العمالي الثوري التي جسدتها هذه المجموعة السياسية حتى اليوم.

صباح يوم 19 اكتوبر 1997، سار في جنازته الآلاف من كادحي وكادحات اكادير، حيث تصدت قوات القمع للمشيعين لمنع مرور الموكب الجنائزي الضخم وسط المدينة، متوقفا ثلاث ساعات. ولما انطلق استغرق 3 ساعات أخرى، بفعل ضخامته وتحوله إلى مظاهرة ضد الاستبداد والاستغلال، ليصل المقبرة في الساعة الخامسة بعد زوال يوم 19 اكتوبر1997.

عن عمر لم يتجاوز 39 سنة، خصص منها الشهيد 23 سنة للنضال من أجل الثورة، شيعناه في ذلك اليوم التاريخي، لكنه ظل دوما في قلوب عشرات آلاف البحارة والعمال والطلاب والكادحين، نموذجا لثوريين سابقين ابرزهم تشي غيفارا الذي خلد نفس الموكب الجنائزي، الذكرى الثلاثين لاغتياله، حيث كان المشاركون يحملون لافتات وملصقات كتبت عليها كلمته الشهيرة: "لا يهمني اين و متى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الثوار يملئون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء"

الآن، وطيلة 16 سنة على اغتياله، التحق بخطه الاشتراكي الثوري افواج وأفواج من الشباب الثوري مسطرين ملاحم نضال عمالي وجماهيري، مستلهمين أفكاره وخطه وممارسته المستندة على فكرة ان تحرر الكادحين من صنع الكادحين انفسهم.

النضال من اجل القضية العادلة التي استشهد من اجلها متواصل، ورفاق آخرون وأخريات سيموتون من اجلها حتى تحقيق النصر.

رفيق الشهيد