9:11 ص

حوار مع قيادي في التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشهادة



سعيا وراء التعريف بالمعارك النضالية للشغيلة و إبراز مضمونها الكفاحي و الطبقي، نقدم لقرائنا الكرام حوارا مع أحد القياديين البارزين في التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازيين المقصيين من الترقية بالشهادة يعطينا فيه لمحة عن معركتهم البطولية بالرباط.  
29/01/2014
* في البداية، و بعد التحية و الشكر، نود أن نسألك عن مطالبكم، و بأي تصور؟

 -  تأتي نضالات الأساتذة حاملي الشهادات الجامعية (الإجازة و الماستر) بعد الهجوم  الصارخ على مكتسب تاريخي للشغيلة بقطاع التعليم متمثل في حق الترقي بالشهادة، حيث تمت ترقية أفواج من سنة 1985 الى حدود آخر فوج سنة 2011، لتعمل وزارة التربية الوطنية بعد قراءتها للوضع المتسم بالجزر النضالي في القطاع على الإجهاز على هذا الحق. ليبقى بذلك فوجي 2012 و 2013 ضحية هذا الإجهاز.
   لم تقف حدود المظلومية في هذا الإطار بل تجاوزته الى مستوى شرعنة اللامساواة  داخل قطاع التربية و التعليم حيث أن الفوج المتخرج هذه السنة 2014، فما فوق، من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين يرتبون مباشرة في السلم العاشر بناء على شهادة الإجازة، قس على ذلك تسمية المعنيين بالتوظيف المباشر في نفس السلم بناء على نفس الشهادة.
   لذا جاء مطلبنا الرئيسي المتمثل في الحق في الترقية المباشرة إلى السلم العاشر و بأثر رجعي مالي و إداري أسوة بالأفواج السابقة و اللاحقة كمطلب لتكريس المساواة في القطاع و إعادة الاعتبار للشواهد الجامعية المحصل عليها، و لم  يكن بالبث مطلبا يروم إحقاق الاستثناء.
   و كتنسيقة للأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشهادة نرى أن المدخل الأساس لطي الملف هو تمديد العمل بالمادة 108 من النظام الأساسي و إصدار مرسوم استثناني ينصف الفوجين المقصيين .

* هل لك أن تذكرنا بكرونولوجية تطور نضالاتكم تنظيميا و ميدانيا؟

 -  سنحاول الإجابة بشكل مختصر على هذا الجانب لما يلزمه من مجال كبير خاص به، فقد انصب الاهتمام على العمل التنظيمي التحتي من يناير 2012، لتعطى انطلاقة التنظيم الوطني الفعلي للتنسيقية بداية دجنبر 2012، بتأسيس مكتب وطني عمل على تحقيق رهان التوسع التنظيمي و توحيد المواقف و التصورات، وهذا ما تحقق فعلا .
   أما بالنسبة للجانب النضالي فقد تم الدخول في أول اضراب يومي 2 و 3 يناير 2013 مصحوب بوقفة ممركزة أمام وزارة التربية الوطنية لتليه بذلك إضرابات لا تتعدى أربعة أيام في كل محطة، دون اهتمام فعلي من طرف المسؤولين، باستثناء بعض الحوارات مع الوزير السابق محمد الوفا، التي تتنكر فيها الوزارة لحقنا في الترقي المباشر وتتمسك باجتياز المباراة كحل.
   تم إلى حدود "محطة اللاعودة" الدخول في سبع اضرابات وطنية من يناير إلى شتنبر 2013، ومع سياسة صم الآذان

التي ووجهت بها نضالات التنسيقية، قررت الدخول في اضراب مفتوح منذ 19 نونبر المنصرم.

   وصلت المعركة الآن سبعون يوما من الاعتصام بالرباط مع اشكال نضالية نوعية و كفاحية و صمود أعطى نفسا جديدا لنضالات الشغيلة التعليمية. كما أنجبت هذه المعركة مناضلين نقابيين يعتمد عليهم في القادم من المعارك، وفي العمل النقابي الديمقراطي و الكفاحي ككل.
       
* كيف تعاملت النقابات مع نضالاتكم، و ما مدى التضامن معكم ضد القمع و التنكيل و الاعتقالات؟

 -  إن المتتبع للعمل النقابي في بلادنا لاشك سيدرك كيفية تعامل المركزيات النقابية مع النضالات الجريئة للطبقة العاملة، فكل نضال يخرج عن سيطرتها و توجيهاتها تقابله بالتجاهل و تترك المعنيين به لمواجهة مصيرهم، أما و إن اشتد هذا الفعل النضالي و تقوت شوكته فإنها تتحين الفرص للدخول على الخط حفاظا على ماء وجهها و خوفا من انتقال العدوى لقطاعات أخرى تضعها موضع الاتهام.
   وهذا بعينه حال النقابات التعليمية الخمس "الأكثر تمثيلية" مع نضالات الأساتذة حاملي الإجازة و الماستر، إلا أن مناضلي التنسيقية المتعددي الانتماء النقابي، دقوا جميع أبواب البوتيكات النقابية و الأحزاب السياسية و الفرق البرلمانية، للموازاة بين العمل الميداني و التواصل مع المتدخلين المحيطين بالقضية. و فعلا نجحنا في إدخال هذه النقابات و فرض الملف عليها     و أصبحوا بعد أن كانوا طرفا في المصادقة و الإجهاز على حق الترقية المباشرة بالشهادة، يقرون بمشروعية مطلب التنسيقية و يدافع عليه بعضها في جلساتهم مع المسؤولين.
   هذا و نسجل الموقف المبدئي للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراطي- و كذا المنظمة الديمقراطية للتعليم في دعمهما المستمر لنضالات التنسيقيتين منذ التأسيس و إعطاءهما الصبغة القانونية للإضراب. 
   بعد القمع و التنكيل الذي تعرض له الأساتذة المعتصمين بالرباط الذي خلف ما يزيد عن المائة مصاب و اثنان و أربعون معتقلا متابعون في حالة سراح، هذا الوضع حرك تعاطفا كبيرا مع الأساتذة ، حيث نددت أغلب النقابات مركزيات وفروع بهذا الجرم الغير مبرر و تجاوز التضامن حدود التنديد الى دخول مجموعة من الفروع النقابية في إضرابات إقليمية         و جهوية  و كذا المشاركة في مسيرتين وطنيتين بالرباط.
   إلا أن التضامن الذي تستحقه هذه المعركة لم نصل اليه بعد، و المتمثل في إضرابات وطنية و تنديد موحد بهذه المجازر في حق الشغيلة التعليمية لرد الاعتبار لحق الإضراب و الدفاع عنه.
  
* كيف تعاملت الوزارة المعنية و الحكومة مع مطالبكم؟

 -  العنوان العريض لتعامل الوزارة مع ملفنا يتلخص في التماطل و التجاهل، فمنذ سنتين من التواجد في ساحات النضال لم ننل غير التنكر لحقوقنا و التنكيل بذواتنا و الزج بنا في المعتقل. طالبنا بحق الترقية على غرار الأفواج السابقة و اللاحقة بناء على الشهادة الجامعية، فاتهمونا  بالمطالبة بالاستثناء. أصرت الوزارة على أن الحل الوحيد لترقية حاملي الشواهد لن يكون خارج المباراة التي جاء بها المرسوم 2.11.623  الصادر في 25 نونبر2011 أي بعد ترقية أربعة أفواج ترقيةً مباشرة دون مباراة .
   لم تكتفي الوزارة بهذا، بل أخذت في التنكر لحق الإضراب بعد تحدي الأساتذة للإقتطاعات من الأجرة لتسلك منحى آخر يعتبر المضربين منقطعين عن العمل و تُعمل فيهم مسطرة الانقطاع التي كان من الأجدر أن توجه ضد الموظفين الأشباح   و المخلين بمهامهم.
   بعد سلسلة تهديدات عبر بلاغات صحفية و على لسان مدراء و نواب، لم تنل كلها من عزيمة ألمناضلين، اضطرت الوزارة الى تأجيل المباراة المشؤومة مع أنه قد سبق أن مددت آجال التوصل بملفات الترشيح لأكثر من مرتين نظرا لمقاطعة واسعة في أوساط المعنيين.

* كيف أصبحت معنوياتكم و ما هي آفاق معركتم؟

 -  معنويات المناضلين/ات لازالت مرتفعة، و تتحدى كل التعسفات و الإجراءات الغير القانونية. تَشبع الأساتذة بقناعة راسخة لا تتزعزع بأن مطلبهم مشروع و المظلومية ثابتة في قضيتهم، و على أساسه لن يغادروا الرباط دون رد الاعتبار لهم و تحقيق مطالبهم. و المعركة الآن مفتوحة أمام كل الاحتمالات. 


 * تحياتنا العالية، كل الدعم و التضامن، و إلى الأمام دوما حتى النصر.