6:10 م

ثورة شعبية أم تمرد شبيبي؟



كثيرة هي التعاليق التي تصور المسلسل الثوري الذي يجتاح العال العربي على أنها "ثورات شبابية". لكن لمذا تركز وسائل الإعلام العربية والغربية وحتى بعض القوى السياسية على عنونة الثورات والانتفاضات التي يعيشها العالم العربي بالشباب. هل هو تقدير منها لدور الشباب أم هو سعي لحرف وعزل حركة الشباب عن الحركة الشعبية ؟

دور الشباب في الثورات
ليس جديدا أو مفاجئا أن يلعب الشباب دورا طليعيا في الثورة، فكل الثورات التي عرفها القرن العشرين، وآخرها الثورة الإيرانية والثورة النيكاراغوية، لعب فيها الشباب دورا مباشرا في إطلاق شرارة الثورة،لكن انتصار هذه الثورات لم يكن ممكنا دون كسبها لتأييد أغلبية الطبقات الشعبية.
 ولم تشكل الثورة التونسية والمصرية استثناء عن هذه القاعدة العامة، فلولا انخراط قطاعات واسعة من الطبقات الشعبية والتفافها حول الشباب الثوري،ما كان بإمكانهما الانتصار، ليس كثورات شبابية بل كثورات شعبية.
أما في المغرب فليست المرة الأولى التي يلعب فيها الشباب دور الشرارة في إطلاق حركة شعبية. فقد حدث هذا إبان تشكل الحركة الوطنية كما حدث في منتصف الستينات من القرن الماضي والذي تمخض عنه تشكل حركة اليسار الجديد.
 وإذا كانت وسائل الإعلام المهيمنة تعمل جاهدة على اختزال الحركة الاحتجاجية الشعبية التي يعرفها المغرب في "حركة الشباب" واختزال هذه الأخيرة في شباب الفيسبوك، فهذا ليس من باب التقدير لدور الشباب، بل بهدف عزل حركة الشباب وحرفها عن مسارها الشعبي.
ليس الجديد ادن هو الدور الطليعي للشباب في الثورة، بل الجديد هو شكل انخراط الشباب في الثورة. ففي الثورات الماضية لعب الشباب دوره خلف راية حركات سياسية ثورية، على خلاف الثورات الجارية، التي  يلعب فيها الشباب دورا سياسيا، لكن بشكل شبه مستقل عن الأحزاب السياسية، لان معظم هذه الأحزاب، خاصة المهيمنة منها، هي إما معارضة للثورة أو معادية لها.
لقد أعطت حركة شباب 20 فبراير الشرارة لبداية تشكل حركة سياسية جديدة لا احد يستطيع رسم معالمها ومحتواها، لكنها بالتأكيد ستكون حركة سياسية معارضة ومتجاوزة للحركات السياسية التقليدية، الدينية منها والليبرالية. ومن حسن حظ حركة شباب 20 فبراير أن الأحزاب التقليدية قد تنكرت لها يوم مولدها. وهو ما سيمنح هذا المولود الجديد شرعية شعبية ما كانت لتحصل عليها لو حملت نسبا حزبيا.